كيف تشرب لترين من الماء
كيف تشرب لترين من الماء
كيف تشرب لترين من الماء
في مقالنا السابق بعنوان أمور بسيطة لفقدان الوزن – خلصنا إلي أن أهم هذه الأمور البسيطة هو شرب كميات كبيرة من الماء وقلنا أن السائد والمشهور أن يشرب الشخص حوالي لترين من الماء ولكننا قلنا أيضا أن الدراسات تقول ان هذا هو المتوسط المتعارف عليه وان الشخص قد يحتاج لشرب قدر مختلف من الماء حسب تفاصيل حالته الصحية ونشاطه والجو المحيط به وسنحاول هنا أن نضع بعض النصائح توضح كيف تشرب لترين من الماء .
وقلنا أن محاولة اتباع هذه النصيحة بشرب القدر الكافي من الماء قد يكون أمرا غير سهل وان الأمر يحتاج التدريب والتعود في السطور التالية سنحاول أن نطرح بعض الأفكار التي قد تساعد على شرب القدر الكافي من الماء على مدار اليوم.
كوب ماء عند الاستيقاظ
من أشهر النصائح المتداولة في هذا المجال هي أن يبدأ الشخص يومه بكوب من الماء صباحا عند الاستيقاظ من النوم، وهذا الكوب من الماء سيوفر التروية للجسم بما يسمح للعضلات بمرونة الحركة دون الشعور بأي مقاومة ناتجة عن الجفاف. ولكن لابد أن نلاحظ ان بعض الناس قد يشعرون بآثار جانبية لشرب الماء في الصباح والمعدة فارغة، يجب ملاحظة أن يكون الماء غير بارد أي يكون على أقل تقدير في نفس درجة حرارة الجسم، ويجب أن نحاول تأخير الطعام بعد شرب هذا الكوب من الماء، حتى أن البعض يرى ان هذا الكوب من الماء يمكن ان يحل محل وجبة الإفطار، وإن كنا لا ننصح بذلك، ولكن على أقل تقدير يجب أن يكون هناك وقت كافي بين تناول الماء في الصباح وبين وجبة الإفطار. ومن الطبيعي انه بعد تناول الإفطار سيكون حجم وجبة الإفطار اقل.
وعلى الرغم ان تناول الماء قبل الطعام مباشرة قد يؤثر على تركيز عصارة المعدة، لكن تناول الماء قبل الوجبات بوقت كافي قد يحملنا على عدم تناول كمية كبيرة من الطعام. توجد أيضا بعض المعلومات عن أن تناول كوب من الماء أثناء الطعام حتى ان هناك من يقول ان تناول مشروبا بعد كل قضمه طعام قد يؤدي إلى تناول كمية أقل بكثير من الطعام. خاصة بعد أن تأكد أن موضوع ظهور الكرش ليس له علاقة بتناول الماء مع الطعام.
يجب أن نلاحظ ان تناول الماء في صورته الطبيعية الماء الصافي العذب، هو أفضل صورة من صور تناول السوائل المفيدة للجسم، لكن هناك بعض الصور الأخرى التي قد تمد الجسم بالسوائل مثل العصائر التي تحتوي على كمية كبيرة من الماء وبعض المواد المفيدة مثل الاملاح المعدنية التي توجد في الفاكهة الطبيعية التي تم عمل العصير منها وبعض الفيتامينات هذا في حال كان العصير طبيعي كأن أقوم بعصر برتقالة في المنزل واشرب العصير، فعلى الرغم من هذا العصير طبيعي ولم تتم إضافة أي سكريات له او مواد حافظة لكن ما تم عمله هو نزع الألياف التي تحتويها البرتقالة علي سبيل المثال والإبقاء على باقي المواد وبالتالي الناتج النهائي يكون رفع نسبة السكريات في هذا العصير، فعلى الرغم انه سائل صحي لكنه ليس افضل صورة. ونذكر أيضا عمل الشاي والقهوة كلها تعد سوائل تمد الجسم بنوع من التروية ولكن يجب أن نتنبه لما يدخل من كميات مضافة من سكريات وسعرات حرارية او حتي مواد أخرى قد تسبب بعض الجفاف للجسم فمثلا بعد شرب القهوة يجب أن نتناول بعض الماء ولعل هذا ما يفسر ان تقديم القهوة في كثير من الثقافات نجد ان فنجان القهوة الصغير يكون بجانبه كوب كبير من الماء حتي ان كوب الماء يكون اكثر من ضعف كمية فنجان القهوة، والسر في ذلك هو أن القهوة تحتوي على الكافيين الذي يعمل بشكل كبير على الجفاف، فيكون من الطبيعي والمنطقي اننا بعد شرب القهوة يجب أن نقوم بإمداد الجسم بقدر كافي من الماء لتعويض ما قد تسببه من الجفاف.
ابتعد عن المياه الغازية
وفي نفس نطاق النظر والحرص على ان تكون التروية بشكل صحي وان نلتفت إلى انه ليست كل السوائل لها نفس القيمة الصحية، فيجب ان نحاول الابتعاد تماما عن المياه الغازية وعن أي مشروبات يتم تحليتها بإضافة كميات كبيرة من المحليات سواء طبيعية او صناعية، خاصة ان كل أنواع المياه الغازية أيا كانت فهي تنطوي على مواد ان لم تكن ضارة فهي غير مفيدة، ومع وجود مواد غير طبيعية مخلوطة بها لإكساب اللون والطعم فكل هذه المواد حتى وان كانت لا تحتوي على سعرات حرارية بشكل مباشر لكنها ما زالت عبئا على الكبد والكليتين.
ومجرد احتواء المياه الغازية فقط على الصودا والكافيين فهي لا تعد الخيار الأمثل لمن يريد أن يحافظ على صحته او من يريد ان يعامل جسده بالشكل الأمثل، حتى وان كانت منزوعة الكافيين فهي مازلت تحتوي على البعض منه وان كانت صودا دايت فمع عدم وجود السكر الذي قد يؤدي لتسوس الاسنان فقد تم إضافة مواد اخري لتحل محل السكر، ومعظم هذه المواد وان كانت لم يثبت ضررها المباشر او تسببها في بعض الأمراض بشكل مؤكد لكنها مازالت محل تساؤلات كثيرة.
تجنب الإضافات مع المشروبات
ويجب ان نلتفت أيضا الي ان نحاول التعود على تناول العصير او الشاي او القهوة فقط بقدر الإمكان، لأن التعود على شرب العصير مع بعض الكيك او المخبوزات أو أكل قطعة من الحلوى مع كل كوب من الشاي فهذا يعني انني اذا شربت سبعة اكواب من الشاي في الأسبوع ومع كل كوب قطعة كيكة فأنا قد أضفت للسعرات التي تدخل جسمي كم كبير فقط لمجرد اتباع هذه العادة – الشاي مع الكيك – وانني عندما استطيع التخلي عن قطعة الكيك والاكتفاء فقط بكوب الشاي أكون قد أقلعت عن عادة تقوم بإدخال عدة مئات من السعرات الحرارية لجسمي لكل يوم بلا مبرر منطقي.
ودعنا لا نذهب بعيدا عن الشاي والقهوة قبل ان نؤكد على ان شرب الشاي في حالته الطبيعية العادية ربما يكون هو افضل حالة لتناوله بمعني مجرد شاي مجرد أوراق نبات مجفف نضعها في ماء ساخن ونقوم بشربها بعد ذلك ونفس الأمر بالنسبة للقهوة، وما نقصده هنا هو أننا كما ابتعدنا عن قطعة الكيك مع الشاي او القهوة نود ان نشرب الشاي فقط بدون أي إضافات مثل اللبن والكريمة والنكهات المختلفة وببساطة لأننا مع كل إضافة نحن نقوم بزيادة السعرات الحرارية الغير المفيدة المضافة لكوب الشاي او فنجان القهوة.
ومن السائد ان الشاي الأخضر يكون أكثر فائدة عن الشاي الأسود، والفكرة ببساطة في الفارق بين الشاي الأخضر والشاي الأسود ان الشاي الأخضر هو أوراق النبات تم قطفها وتجفيفها، بينما الشاي الأسود يتم تحميص الأوراق وتعريضها لدرجات حرارة عالية، مما يعطيها اللون والنكهة المتعارف عليها، والشاي الأخضر مع عدم تعرضه للتحميص يبقي فيه كمية أكبر من المواد المفيدة للجسم، وهناك أقوال تربط بين شرب الشاي الأخضر والابتعاد عن خطر الإصابة ببعض الأمراض.
وبالنسبة لكل فوائد الشاي والقهوة وغيرها من المشروبات الأخرى كالقرفة ومعظم المشروبات التي يتم استخدامها في كل البلدان بعض المشروبات يشتهر عنها انه تم عمل دراسات عن مشروب الشاي وجدوا له فوائد كذا وكذا وعن القهوة وجدوا انها تساعد في التخسيس أو انها قد تؤدي للتوقف عن فقدان الوزن او ان مشروب ما يساعد في التقليل من مخاطر الإصابة بمرض السكري.
خلاصة نصيحتنا لكل هذه المشروبات، أولا اننا يمكن أن نستخدمها في نطاق الوقاية، أي قبل أن يصاب الشخص بالمرض وان الشخص ليس مريضا يمكن ان يجعل ضمن نظامه اليومي كوب من القهوة وكوب من الشاي الأخضر وكوب من القرفة وكوب من الكركاديه او أي مشروبات أخري يتم عملها بالطريقة المنصوح بها، وشربها من وقت لآخر، فهذا لا اعتراض عليه.
ولكن ان يحاول الشخص ان يستخدم هذه المشروبات فقط بمفردها لعلاج حالة مرضية، فهذا قد يكون له عواقب كبيرة، والسبب في ذلك، أن حتى الدراسات التي تم علمها على بعض هذه الأعشاب كانت دراسات قصيرة المدة بمعني انها كانت لعدة أيام او حتي أسابيع وكانت أيضا على عدد محدود جدا من الناس، بل وبعض الدراسات تكون تمت فقط على الحيوانات، والكثير من هذه الأعشاب او النباتات نجد في بعض الأحيان هناك دراسات ونتائج متضاربة. وأيضا هناك اشكال هام وهو في حال انني اريد ان استخدم نبات ما لعلاج مرض ما فكيف سنحدد الكميات وطرق العمل في المطبخ، ومن يقوم بعمل الشاي او القهوة لا يمكنه ابدا ان يتعامل بدقة كافية تصل لدرجة ما يتم عمله في المعامل عند اعداد الادوية. وعلى هذا فأخذ ما اشتهر عن كل هذه النباتات يمكن ان يكون جيد ومقبول في حالة الوقاية وليس في حالة العلاج خاصة عندما يثبت ان هناك مرض محدد وله علاج معروف.
الكحوليات والخل
من ضمن السوائل التي قد تدخل للجسم بكميات كبيرة هي المشروبات الكحولية والتي ثبت مع الوقت والتجارب والدراسات انها غير مفيدة بأي شكل من الاشكال للجسم، واي مشروب كحولي من الأنواع المسكرة وما اقصده هنا هو الكحوليات الناتجة عن تخمر السكريات بالطرق المعروفة، كل هذه الكحوليات بأي نسبة أيا كانت تعد عبئا وعملا إضافيا وارهاقا غير مبرر للكبد.
ويحضرني هنا ملحوظة مهمة لمن يقومون بعمل الخل في المنزل، الكثير من الناس الآن يحاولون عمل الخل في المنزل وهي طريقة جيدة وتبدو للوهلة الأولى صحية، ولكن ما يجب ان نلتفت له أن معظم من يودون عمل الخل في المنزل عادة لهم هدف أساسي هو ان يحصلوا على الخل بأفضل صورة مفيدة للجسم وبأحسن سعر، خاصة ان أسعار الأنواع الجيدة تكون غالية جدا، فيلجأ الناس لعمل الخل بالمنزل، ولكن يجب أن نلتفت هنا إلي أننا لابد ان نعمل الخل بتسرع وان نتركه قدر الإمكان حتي بعد ان يثبت ان عملية التخمر قد اكتملت وانه اصبح لدينا خل، اكبر مشكلة هنا قد تكون التعجل في استعمال الخل لأنه دائما ما يكون هناك نسبة من الكحول موجودة في الخل وبما ان من يقوم بالتصنيع في المنزل من المؤكد ليست لديه أدوات دقيقة لقياس نسبة الكحول الموجودة في الخل، وبالتالي فعلى الرغم من ان الخل يتكون بعد شهرين أظن ان أفضل طريقة هي ان نترك الخل بعد الشهرين ربما ستة اشهر أخرى حتي يتم تبخر اكبر كمية موجودة من الكحول، وهذا لنقلل كمية الكحول التي يمكن ان تدخل لجسمنا مع الخل الذي قمنا بإعداده في المنزل. بما أننا نود أن نقدم لجسمنا خل طبيعي وصحي فلن يضيرنا ان نتمهل بعض الشيء لنصل لأفضل صورة واحسن نتيجة عند استخدام الخل الذي نقوم بتصنيعه
أرجو أيضا أن يتم اخذ اي نصائح في هذا المقال مع ربطها بالافكار الموجودة في المقال السابق أمور بسيطة لفقدان الوزن مع التأكيد على أن كل ما يرد على صفحاتنا هو من قبيل المعلومات العامة وليس الهدف منها أن يحاول القارئ علاج نفسه أو علاج آخرين، فعند ظهور اي اعراض او عند الرغبة في الحصول على نصيحة طبية يجب أن تذهب لطبيك المعالج، هو الشخص الوحيد الذي يجب ان تتبع نصائحه عند التعامل مع مشاكلك الصحية .